قد يكون لصمتنا قوة تدفعه على شكل
ضباب لا نرى منه سوى غيوم الكلام
تقف على شفاهنا التي باتت
لا تتقن سوى صرخات
أنفاس مكبوتة تسد مخارج
الحروف لننفثها كدخان السجائر
كتبت ألف قصيدة وقصيده
وفتحت ألف باب وباب
فلم اعرف من أي الأبواب ادخل
ولا من أي الأبواب اخرج
أبواب لا مفاتيح لها
مشرعة لكن لم أحسن
الخروج منها خطواتي
تتعثر برياحها
فترجعني إليها ثانية
لاقف هناك على أطلالها
والقي بقصائدي الموءودة
في طي صفحاتها
وعلى أرواق أغصانها
أترجمها بألف كتاب
وألفها بألف لحاء
فلا تأبه إلا أن تخرج
من تلك الأبواب
لنثر تلك الحروف
على الدروب
وفوق تلك الأوراق
وعلى تلك الأغصان المتدلية
كعناقيد الذهب
مع حبات الندى
لتبقى رطبة
ونديه وفيها من مكامن البوح ما لا يوصف
ومن أغوار النفس ما لم يكتب
ولم اعرف بأي الحروف ابدأها ولا بأي القوافي انهيها
كنت اقفل بابا وافتح أخر فلا أرى إلا دخان قصائدي
حملت كل حقائبي معي وابتعدت قليلا
لاستمد بعضا من أنفاسي
والتقط بعضا من حروفي
من السنة الفراشات ومن مناقير العصافير
كنت اسحبها لأطبعها على أوراقي
لتجمل قصائدي كنت أرى جمال الطبيعة
بين أجنحتها وأغنية الحب يغردها
طائر السنونو كانت الغيوم
وقتها تقبل الشمس
والمطر يقبل الأرض
وأنا كنت بين حروفي وارو راقي
أطبع على قبلة لقلمي كي يزيدني
قوة من حبر دمائه وينزف لي بعضا
مما يختزله بداخل أحشاءه
كنت أساومه كي يبقى ينزف
وكنت أداعبه بين أناملي
كي تبقى حروفه رطبه ودافئة
بقلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق