الأربعاء، 9 يونيو 2010

خذنـي معـاك فـي دنيـا الـخيـال





لم يعد لي حروفا بعد اليوم اكتبها

فأصابعي شلت وشراييني جفت

وأقلامي كسرت وأوراقي أصبحت مهترئة

أضعت كل تلك الحروف والأبجديات

فلم اعد قادرة على الإتيان بمثلها

كنت عابرة سبيل أسير في متاهات

سواحلي وارتمي على شطان كلماتي

آما الآن

فالتمس عذرا من أوراقي

فما زال الفجر فجرا وما زال القمر قمرا

لم أكن احلم بل كنت في كامل قواي

وما زالت الشمس تشرق على ألاغنياء والفقراء معا

ولا زلنا نحتسي طعم الحروف

ونلبس معطفا من أوراق

ولدينا ذاكرة من رمال

لا زالت المرايا تنتظر من ينظر إليها

ولا زال الغبار يعلو رأسها

وقلوبنا ما زالت تنبض خافقة بتمرد

النبض داخلها بات ذلك النبض غريب الأطوار

تارة يسرع وتارة أخرى وكأنه سوف يفقد الحياة

وتبقى الأنفاس متصاعدة كدخان السجائر

ننفثها كالرماد المتطاير

من هنا أخذنا نبني بيوتا من ضباب

ونسترها ببطانة من سراب

لنبعد حر الشمس عنها

لنستريح فيها من عناء الحياة

ونلقي بتلك البقايا من حالة الهذيان

على أطراف الجسد المتعب

ونرمم ما كسر من أحلام

فلا الأحلام حققت ولا السراب

امسكنا به فكل شيئا بات معلق في حبال

الوهم وعلى سواحل الأحلام منثور

رمينا به في مدن الخيال واسكنا به تلك

الروح

فتلاش السراب مع رمال العواصف

ومسحت كل أثار أقدامنا

حتى خفقان قلوبنا بات في صراع

صراع الأمنيات واللهث وراء السراب

لتهدا تلك الروح من ثورة العشق المجنون

وتخلع رداء الحزن المقيم بين تلك الضلوع

ننسج من تلك الأرصفة الملتهبة بالذكريات

ثوب الآمل ولنلبسه من جديد لنبدأ بالتقاط

تلك الأنفاس الذائبة من جديد لنعيدها إلى

أدراجها

ورغم غرغرتها للروح وتنهيدات القلب

إلا أن الجرح لا زال ينزف ألما وحرقتا

حكم علينا دفن تلك المشاعر في قعر الذات

ليتني استطيع أن البس معه معطف المطر

والتحق بقطار المسافرين

ليتني استطيع كسر حواجزي لأخطو خطوه

خارج حدودي


لكنت هناك معه على ظهر سحابة
ماطرة مرتديتا معه معطف المطر

ونتقابل معا في محطة الجنون

لنكون بلا عنوان ولا مكان نكون فقط

معا في دنيا الخيال باتت الأحلام


هي المتنفس الوحيد لنا وبات الجنون يحاصرنا


من نزف قلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق