الاثنين، 14 يونيو 2010

حروف من رماد






كل من يمر هنا يدوس


على رفاتي


فتفتت العظام من هشاشتها

كأنها كومة من رماد


خلفتها النيران


وتناقلتها ذرات الهواء


مختلطة بالتراب


لتنثرها في أرضا

ليس فيها سوى زرع اخضر

ربما تتساقط منها بعض من فتاتها

فتنبت كما تنبت


حبة القمح من باطن الأرض

ليعلو هناك صوتها


يعانق أصوات


المرهقون من مرارة الزمن


هناك ربما يكون

حياة أفضل وأجمل

وأناس أرقى وافهم


ممن يزرعون بذور الشر

في طريق غيرهم


ويرمون الأشواك كرماد

في العيون لتفقئ


فلا نسمع إلا نداءات

لا تسمع تزيد الألم


من قلوب لا تخشع


همها الوحيد


هو أن تراك محطم مهشم

كحطام من بقايا مخلفات


لا تنفع


منفيون نحن على هامش الحياة


ليس لدنيا سوى


بقية أقلام


وأراق أرهقناها

من نزف الحروف


المبتورة


فلم يعد لدينا زاد


يغذيها وضوء ينير


مكان وضع القلم


على أوراقنا فأصبحنا


نخط الحروف بعشوائية


فضاعت معانيها


واختفى بريقها

وبهت لونها


فلم تعد كما عاهدتموها

يا قدرا يمتلك العمر


بيديه ويحتضن


الحزن بين


منكبيه ويرسم


على ظهر السحاب


ضحكات تعانق


القمر وتزول

بلمح البصر

لتنثر لي يا قمرا

من ضوئك

حلما احضر

مع أسراب الحمام

ينثر


ليجوب أعماق

السماء


ويلتمس منها


صفاء ونقاء


للنفس


ليعيد لي مع غيومها

قطرات من الأمل

ليعم فيها الوفاء


ويمحو الغدر

من قلوب صبغت


بلون السواد


واعتادت قتل


النفوس بكلمات

مدهونة يكمن


بداخلها سم ودهاء


لتتوجيني يا زهور

الربيع من رحيق


أزهارك ولتبعدي

عني وخزك


ولتقيني من


سموم انقسامك

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق