حوار مــع ذاكرت الزمن
هذا المساء راودتني أسئلة كثيرة
فامتطيت صهوة حروفي
لازور عصارة فكرك
وحين وصلت المكان
رأيت هناك حكاوي كثيرة
وأناس يأكلون أوراق الحروف
رأيت آمالا متدلية من دخان
ورأيت أحلاما معلقه
في مشنقة النسيان
بحبال
منصوبة من
خيوط المشاعر
خطوة هناك خطوات إلى ابعد
من خيالي فوجدت من غارقون
في
لملمة ما تبعثر منهم هناك
ووجدت زهورا على موائد الفكر
ذابلة من قلة الأنفاس
ووجدت أقلاما جفت
من رعشة الأصابع
ومن موت الأنفاس
وجدت صوت صخب
يملا ذاكرت الزمن
من كثرت الآهات
ووجدت هناك كثيرا من الحكايات
هناك رأيت فراشات بلون واحد
صبغتها هموم الذات
وأعشاش العصافير
باتت لا حياة فيها ولا إحساس
حتى أن أصواتها اعتنقت
صمت الأمنيات
هناك
رأيت الجداول تبكي
من ملوحة الدموع
وبعد أن أنهيت رحلتي
في صومعة فكرك
أقول لك
هناك إن سألوك عني
فقل لهم أنني امرأة من سراب
ترتدي غطاء من ضباب
و تأكل حروفا من أوراق السحاب
وتعيش على همس المطر
قل لهم أن أقلامي أصبحت صماء
وارضي باتت صحراء
وخطواتي تاهت في ذرات الهواء
وبعثرني الزمن
مع صوت الآهات
وان سألوك عن ملامحي
فقل لهم لا تخجل مني
قل لهم باني صماء بكماء
وأنني أشبه شفافية الماء
لي منها صفاءها ولي كذلك
ثورة غضب كأمواج طوفانها
لكن طوفاني لا يؤذي
أحدا
لأنه اهدأ من نسمة نسيان
وبعد انتهاء رحلتي
قطفت باقة من زهور فكرك
ووضعتها في سلة النسيان
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق