كيف لي اليوم اكتب حروفي
ها أنا اجلس أفتش بين تلك الأوراق
عن بقايا نقاط أضعها فوق تلك الحروف
لتجعل لها معنى لتحرك ما بداخلي
فبدت أتجمد من برودة حروفي
وبات الهواء ينثرها من زاوية لزاوية
كتبت بحروفي على دخان الألم فرحا
فتبخر الدخان وسار مع السحابات
ليرجع لي على شكل سحابة حبلى بالحروف
ليفض بكارتها ريح القدر لتمطرني
بوابل من نسائم رذاذها
ها قد ابتلت هامتي من نداها
ها قد رجعت إلي حيويتي
وبات القلم يرقص بين أناملي
وباتت الحروف تهطل كهطول المطر
كم كنت متشوقة لهذا اليوم الذي ارسم به
على وارقي آملا ألحفه ببطانة الحب
وأحفظه بين أهدابي أواريه عن البشر
ليسبح في ماء عيوني لتكن له قاربا
وليكن شراعه همس جفوني
ومرساته أحداقي
أيقنت أن الحروف لا تأتي لوحدها
بل تأتينا على شكل إحساس
ومشاعر تصب كل رونقها أمام ناظرنا
نصوغها ونغير مسار طريقها
لنمشي معا نحن وهي
إلى حيث يسوقنا القدر
هنا حطت عباراتي وهنا جلست كلماتي
وهنا رست سفن آهاتي
على بحر الشوق للكلمة
وعلى جمال المعنى والعزف على
أوتار الإحساس
هنا تسلقت جذوع الكلمات
وركبت سفن فكري
وسرت في بحر أشعاري
ركبت موج الكلمة ورسوت على سواحل
آمالي لم اعبث بتركيبة كلماتي
فقد تركتها تبحر كما هي تريد
ركبت سفينتها وأبحرت معها
إلى حيث هي تريد
فقادتني إلى ارض لا اعلم أنني قد
رايتها إلا من بعد أن عشقت الكلمة
وعزفت الحاني على أوتار الخلود
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق