قفي أيتها الرياح القادمة مع
ذبذبات
الموج تمهلي بصفعاتك
فلم يبقى لدينا وقت للفرح
خذي أحزمتك وابتعدي عن سمائي
فلم اعد أرى غير تجاعيد
الزمن خطت على وجهي
ولم الحظ سوى أنفاسا
تحط فوق رئتي
وصوت أنين يهز أوردتي
ونزف من أقاصي لغتي يؤرقني
وأوراق صفراء تسقط في غير موسمها
تناثرت منها حبات لغتي
كم هي مثقلة تلك الآهات بألم الشوق
كم كان الفراق قاسيا لا يرحم
وصفعات الزمن
تأتي من ناحية
والرياح تحمل لنا رائحة ذكراهم
على
أطباق الروح
ونتجرع منها
كل ليلة كاس المرارة بالبعاد
ونحتسي الأسى في سكون الليل
لا فرق بات بين صبح ومساء
أصبحت كل الأيام بلون واحد
ولحن واحد
حتى صوت العصافير
لم اعد اسمعه على شرفة نافذتي
كما كان
وصوت خرير الماء
لم يعد يبعث نسائم روحه
كما كان
حتى الجداول
لم تعد تضحك للفراشات
هكذا أصبحت حديقة أفكاري
خاوية على عروشها
جف منها نبع العطاء
وتقلصت الأوردة في روحها
وبدأت شهقات الوداع
تلوح من بعيد
واقتربت لحظات الفراق
تعزفها ربابة الآهات
ما أصعب أن تعتاد
الضحك والابتسام
و فجاءه تلجم حتى عن البوح
بالكلام
وتبقى موجات الصمت
تبحث عن مرساة
شاطئها
صرخات فزع
الآن
اسمع صوت
قرع الأجراس
تدب الرعب في الأوصال
وليس هناك سوى
صوت صفير الرياح
يقرع الأبواب
وكان الأشباح
سكنت المكان
رأيت تلك الأرواح معلقة
بمشنقة الحروف
ومتدلية بخيوط من فم الهواء
تارة تحط أرضا
وتارة أخرى
تصعد لتعانق السماء
من نزف قلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق