الاثنين، 12 أبريل 2010

موت قبل الولادة






موت قبل الولادة


قد نكون أحياء


ومن الداخل أموات


من هنا سأطوي كل صفحاتي


من جديد


ومن هنا ستبدأ رحلتي


مع النجوم والسماء والغيوم


والطيور والأشجار


والزهور والفراشات


سأحتضنهم بين ذراعي


كما لو أنهم أبنائي


وكما تحتضن الأم طفلها


سأعيش حياتي من اجلهم


سأرويهم بماء عيوني


واحلق كالطيور في السماء


باحثا عن مأوى فوق


الأغصان وفي التلال والوديان


سأمشي حافي القدمين


فوق الرمال


ولا أبالي من وخز الجمر


سأستمد قوتي من ضوء


الشمس الحارق


وليكن ماء وجهي


هو من سيروي ظمئي


سألتحق بقافلة


المسافرين لعلي أجد


معهم مكان يريحني


سأحمل أمتعتي جميعها


باحث عن مأوى


فما عدت قادرا


على البقاء


تهت هناك على مفارق


الطرقات وفي الحواري


والزقاق


تعثرت قدماي هناك


فعجزت عن اخذ أنفاسي


فسقطت أرضا


فعانقتني ذرتا التراب


والهواء لتعيد لي


أنفاسي من جديد


ولتنقذني من وخز الأشواك


وطول الطريق


كنت لحظتها وكأني


جثة هامدة ملاقاة على


حافة الهاوية


وبادرت أنفاسي بالخروج


لولا أن ذرات الهواء


أسعفتني


في الزقاق رأيت أناس


يمطرون فرحا


وكذلك حزنا وألما


في الزقاق


كانت كل البيوت


كأنها ظلام دامس


لا منفذ ولا متنفس


لكن القلوب مضاءة


والوجوه مضيئة


والحياة رغم قسوتها


لديهم تكون سعيدة

من نزف قلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق