الأحد، 25 يوليو 2010

حروف يكتبها المطر



كم اشتقت إليك أيها المطر




وكم تشدني رياح أمطارك



ورائحة ترابك وبرق قطراتك



كم عشقتك حين كنت تهطل



فوق جبيني وترطبه بندى حبك



فاشتم معك رائحة الذكريات من فوق سحاباتك



وكم اغتسلت بحباتك كنت امشي ساعات طوال




تحت مظلتك وكنت تطفئ أنفاسي برذاذك



منك استقيت كلماتي ومنك قطفت أجمل الحروف



وبك ازرع كل آمالي لأنك تنبت لي أشهى القصائد



وأطيب الثمار قطفت منك ما لم استطع قطفه من


صيفك


ورويت بك بساتين أزاهيري



ولا زلت أمعن النظر إلى دموعك التي تهطل


بغزارة



على أوتار قلبي


كلما نظرت إليك وجدت هناك شيئا تخفيه خلفك


وكلما نظرت إلى الغيوم التي خلفك أجد كثيرا من


الحروف


تواريها بين خيوطها وبين سوادها ومن بين تلك


الغيوم البيضاء


أرى بعضا منها قد تتدلى ليسقط منها بصرخة


مفعمة تهز أرجاء السماء


ليسقط بعدها المطر ويرطب تلك الصدور التي


بات يتحجر بها الكلام


وباتت ككرات من لهب تقذفها من فوهة القلم


ليسكب كل أحشاءه وتتساقط


ذراته مع حبات المطر لتطفئها وتهدا من روعها


كم كنت سخيا معي وكم مرة غسلتني


من تلك الذنوب


لتزيل عني غبار الأيام


ورماد الأنفاس وعناء


السهر


لنجيد معا رقصة المطر


رقصة طالما حلمنا بها معا


لتغمرنا تلك السحابة الماطرة


ولتحملنا معها نغتسل


هناك فوق ظهرها بدموع المطر


لتلبسنا معطفه ولنمشي


بوحل أقدامنا على عتبات الزمن


لنوقف نزف قلوبنا ولنروي


ظمأ سنينا من عشق المطر


على حافة نهري كنت


كقطة جليد في يدي لكن


سرعان ما تلاشت من بين


أصابعي لا لا لم تتلاشى


بل تسربت في مسامي


ودمي واستقرت بين أنسجتي


كم أنت رائعا أيها الغروب


حين تعكس أشعتك على مياه البحر


فتصبح كأنها اللؤلؤ البراق


وحين تمد خيوطك في أعماقه فتعانق


هناك محاراته ومنها يزداد


جمالك ويبقى هنا يكمن سر لمعناك



بقلمي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق