كم اشتقت إليك أيها المطر
وكم تشدني رياح أمطارك
ورائحة ترابك وبرق قطراتك
كم عشقتك حين كنت تهطل
فوق جبيني وترطبه بندى حبك
فاشتم معك رائحة الذكريات من فوق سحاباتك
وكم اغتسلت بحباتك كنت امشي ساعات طوال
تحت مظلتك وكنت تطفئ أنفاسي برذاذك
منك استقيت كلماتي ومنك قطفت أجمل الحروف
وبك ازرع كل آمالي لأنك تنبت لي أشهى القصائد
وأطيب الثمار قطفت منك ما لم استطع قطفه من
صيفك
ورويت بك بساتين أزاهيري
ولا زلت أمعن النظر إلى دموعك التي تهطل
بغزارة
على أوتار قلبي
كلما نظرت إليك وجدت هناك شيئا تخفيه خلفك
وكلما نظرت إلى الغيوم التي خلفك أجد كثيرا من
الحروف
تواريها بين خيوطها وبين سوادها ومن بين تلك
الغيوم البيضاء
أرى بعضا منها قد تتدلى ليسقط منها بصرخة
مفعمة تهز أرجاء السماء
ليسقط بعدها المطر ويرطب تلك الصدور التي
بات يتحجر بها الكلام
وباتت ككرات من لهب تقذفها من فوهة القلم
ليسكب كل أحشاءه وتتساقط
ذراته مع حبات المطر لتطفئها وتهدا من روعها
كم كنت سخيا معي وكم مرة غسلتني
من تلك الذنوب
لتزيل عني غبار الأيام
ورماد الأنفاس وعناء
السهر
لنجيد معا رقصة المطر
رقصة طالما حلمنا بها معا
لتغمرنا تلك السحابة الماطرة
ولتحملنا معها نغتسل
هناك فوق ظهرها بدموع المطر
لتلبسنا معطفه ولنمشي
بوحل أقدامنا على عتبات الزمن
لنوقف نزف قلوبنا ولنروي
ظمأ سنينا من عشق المطر
على حافة نهري كنت
كقطة جليد في يدي لكن
سرعان ما تلاشت من بين
أصابعي لا لا لم تتلاشى
بل تسربت في مسامي
ودمي واستقرت بين أنسجتي
كم أنت رائعا أيها الغروب
حين تعكس أشعتك على مياه البحر
فتصبح كأنها اللؤلؤ البراق
وحين تمد خيوطك في أعماقه فتعانق
هناك محاراته ومنها يزداد
جمالك ويبقى هنا يكمن سر لمعناك
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق