الأربعاء، 11 أغسطس 2010

ارواح مسـافره



ارواح مسافرة
لم يعد يسكننا سوى تلك الأرواح
القادمة من بقايا رائحة الموت
تلفني همسات نسائمهم من بعيد
ارقب ذاك النجم القادم مع سحابات الغيوم
يلتف حوله ألف رباط ورباط
من خيوط الوهم
شددت الرحال لألوذ هناك متواريا
بسحب الدخان ورماد المقابر
أشعلت نيران مدفأتي العتيقة
لتشعرني باني مازلت
أتنفس حرارة الحروف
وامضغ أنفاسي المتجمدة من برودة
صقيع الليالي كنت أحيك لها معطفا
من دخان السجائر ومن أوراق الجرائد
كنت لحظتها استعيد بعضا من تلك
الأرواح المسافرة في دنيا الذهول
وعند تلك المحطات وقفت هناك
لكي أريح قدماي المتعبة
من مسافات السراب
ومن غبار الكلمات
جلست هناك على مقاعد صدئة
لكثرة أنفاس المارة هناك
هناك كانت الحروف متناثرة
بين أقدام المارة تركوها
من صعدوا تلك المحطات ورائهم
لأنها أتعبتهم كثيرا عند حملها
بين تلك الشفاه المتيبسة
فنزفوها هناك كسيل النزف
يتعثر بها كل من يمر من هناك
هناك رايتهم يعلقون مشنقة الإحساس
ويوأدون الحروف
ويرممون رماد تلك الأرواح
يشعلون من فتليها
مدفأة النسيان
تتعبني تقاسيم الزمن حين
تمد خطوطها إلى يداي
تسرق مني كل ملامحي
فأضيع هناك في ثنايا متعرجة
أسير عليها رغم صعوبتها
لكني أبقى متماسكة بكل عنفوان
الملم كل البقايا التي سرقها مني الزمن
لأعيد حياكتها من جديد
سألبس معها كل تلك الأنفاس الخامدة
وأعطرها من رذاذ أنفاسي
لأنعش ما بقي منها
لاحيا معها في غمد النسيان
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق