ارواح مسافرة
لم يعد يسكننا سوى تلك الأرواح
القادمة من بقايا رائحة الموت
تلفني همسات نسائمهم من بعيد
ارقب ذاك النجم القادم مع سحابات الغيوم
يلتف حوله ألف رباط ورباط
من خيوط الوهم
شددت الرحال لألوذ هناك متواريا
بسحب الدخان ورماد المقابر
أشعلت نيران مدفأتي العتيقة
لتشعرني باني مازلت
أتنفس حرارة الحروف
وامضغ أنفاسي المتجمدة من برودة
صقيع الليالي كنت أحيك لها معطفا
من دخان السجائر ومن أوراق الجرائد
كنت لحظتها استعيد بعضا من تلك
الأرواح المسافرة في دنيا الذهول
وعند تلك المحطات وقفت هناك
لكي أريح قدماي المتعبة
من مسافات السراب
ومن غبار الكلمات
جلست هناك على مقاعد صدئة
لكثرة أنفاس المارة هناك
هناك كانت الحروف متناثرة
بين أقدام المارة تركوها
من صعدوا تلك المحطات ورائهم
لأنها أتعبتهم كثيرا عند حملها
بين تلك الشفاه المتيبسة
فنزفوها هناك كسيل النزف
يتعثر بها كل من يمر من هناك
هناك رايتهم يعلقون مشنقة الإحساس
ويوأدون الحروف
ويرممون رماد تلك الأرواح
يشعلون من فتليها
مدفأة النسيان
تتعبني تقاسيم الزمن حين
تمد خطوطها إلى يداي
تسرق مني كل ملامحي
فأضيع هناك في ثنايا متعرجة
أسير عليها رغم صعوبتها
لكني أبقى متماسكة بكل عنفوان
الملم كل البقايا التي سرقها مني الزمن
لأعيد حياكتها من جديد
سألبس معها كل تلك الأنفاس الخامدة
وأعطرها من رذاذ أنفاسي
لأنعش ما بقي منها
لاحيا معها في غمد النسيان
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق