من أي الأبواب تخرج الذكرى
من أي محبرة ينزف الألم أقفلنا ألف باب وباب
ولا زالت تدق كل الأبواب بيديها تمتلك مفاتيح
من رياح حين تهب تقتلع كل الشرايين
وتنزف كل الآلم فهل بتنا نحسن إقفالها
أم أن مفاتيحها من هواء وألمها من عواصف
أقف هنا بصمت مطبق
أحاول أن امضغ أنفاسي
لأعيد ترتيب حروفي
بات الحرف متعب مثقل بهموم الزمن
باتت السطور تشكي من الم الحروف
وباتت الأوراق تشتعل من نار
النزف ورماد ما تناثر منها
من واحة أفكاري قطفت أجمل الأزهار
ومن عطرها صنعت أجمل الحروف
ومن حروفها ركبت أجمل الكلمات
ومن كلماتها سأكتب أجمل القصائد
كعصفورة تحلق فوق أغصان الطبيعة
أو كفراشة تحط فوق تويج الزهرات
ترتشف منها عطرها
أو كنحلة تمتص رحيق الزهور
لتزيد من عذوبة الكلمات
وتنسجها بخيال بارع
للخيال دروب نسير فيه ومدن وقرى
ومحطات نتوقف عندها
نصادف هنالك أناس ساروا
معنا في دروب الخيال وسكنوا
معنا مدنه
وبنينا معهم أجمل الحكايات
وبقينا معا نحلق في أعماق الخيال
ونركب قطار الأوهام
ونجلس على مقاعد النسيان
ونرتقب دخول محطة أخرى
نعيد فيها تلك التصاميم التي رسمناها
على دخان السحاب و رطبنها بندى الضباب
وشربنا معها كاس الحياة
على إطلالة تلك الذكريات
كانت الأغصان تموج مع رياح البحر
وكانت الأمواج تحط على شاطئ النسيان
والرمال تختفي في محطات العبور
كانت تذاكرنا من أوراق الزمن
وجوازاتنا نحتها صوت الأمواج على صخرة الضجر
كانت أصواتنا مسكوبة بحناجر من سبات
تناجي نفسها ويرتد صداها معلنا
تمرده هناك
لتستفيق تلك الذكريات من جديد
ولنبني معها حيطان الوهم
ونشدها بخيوط الأمل
وننسج من حبال أوهامها خيمة صحوتنا
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق