منذ زمن لم تستأذنني العواصف
التي بداخلي كي تكون سطرا
على ورق وترتاح مني
كنت قد أضعت كل لدي من تعابير
كنت أخاف أن تكون أفكاري قد هجرتني
وحروفي قد تلاشت مع رياح الأعاصير
فلا زلت اسمع صدى أنين تلك الحروف
واصم أذني كي لا يرتد إلي صداها
خوفا من أن توقظ في داخلي
صوت نعال الكلمات
لا زلت اجلس مع شموع روحي
وأناجي خيالات قلبي واستمد
نور الحياة من خلف حبات المطر
المتدلية على نافذة صبري
فاسمع صدى صمتي يلزمني
السكوت ومضغ أنفاسي وبلع
شهقات نبضي
ودفنها في قعر النسيان
و
على أوراق الروح
المتساقطة من جبين السماء
خطوة خطواتي الأخيرة
على انفاس نبضي
وكبلت صوت لغتي بقيود الروح
فلا زلت أسير على رؤوس أصابعي
كي لا أوقظ لحظات الألم لكي تبقى
قابعة في صومعة الذهول ومطوية في
صفحة الغياب
لتواريها قوارب الرحيل
في أدراج الزمن
وتنثرها رياح السراب
مع صفعات القدر
مع صفعات القدر
كلما ساقني بصري إلى روح نبضكم
أمعن النظر في عيون السماء
أناظر طيفا يسابق انفاس الهواء
ويحمل بين كفيه رائحة الحناء
وأنا اسجد على أوراق خريفي
وامسك بطرف أصابعي بقايا
حروفا
تناثرت من فم السماء
منذ زمن وأنا اعتصر أفكاري بين يدي
واتسق طرقا بلا أبواب وأسير
على جسور الأسى وتلاحقني فراشات
قلبي لتضيء لي قنديل روحي
وتعلقه في فم الهواء
بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق